Friday, May 19, 2006

غذاء العقول


كلنا نأكل لنعيش طعاما يختلف مذاقه و تكوينه و شكله
... الا انه من ضرورات الحياة
فينمي الغذاء اجسامنا صغارا و كبارا
فيشتد عودنا ونتسق ... او نترهل و تحمل الهامات دهونا لاقيمة لها
في كل الاحوال سواء اتسقت الهامات ام ترهلت
يخرج الجسم ما هضم فضلات نتأفف منها جميعا
...
.و كلنا نقرأ لتنموا عقولنا
... فالقراءه غذاء للعقول تختلف ايضا في المذاق و التكوين
... و هي ايضا ضروره لنمو العقل
.. الاختلاف الجوهري يكمن في خروج ما قرأ المرء بعد ان استوعب و فهم
.. .فقد يخرج ما قرأنا حكمه و دررا
... و قد يخرج ايضا كفضلات الطعام يتأفف منها من قرأ او سمع
...
... فادعوا الله ان ينفعنا بما سمعنا و قرأنا
... و يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه
... و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه

Friday, May 05, 2006

ومن عمرو موسي لشعبان عبد الرحيم يا قلبي لا تحزن


قلما اجتمعت قلوب اهل مصر خلال الخمسون سنه المنصرفه علي حب او كره شخصيه عامه
فالاختلاف المتنامي في العقليات والفكر .. المدخول العام و طريقة العيش .. الوطنيه و الانتماء و ترجمتهما ... حتي العقيده و تطبيقاتها .. تجعل من الصعب بل يكاد يكون من المستحيل ان يجمع هذا الخليط علي حب او بغض .
...

هلا تسائلنا يوما عن اسباب عدم ظهور شخصيه عامه يلتف حولها الناس علي اختلافاتهم المذكوره انفا ...
و هل تحتاج مصر لظهور مثل هذا القطب في ظل هذا التباين الملمو س في نسيج المجتمع و الذي حزبنا امر تباينه .. فنسبناه الي الصدفه البحته .. او الترتيب الاجنبي المدروس و المسبق .. او الي التطبيقات السياسيه و الاجتماعيه الخاطئه ...
لو نظرنا الى شرائح مجتعنا الاقتصاديه الثلاثه بتروي لوجدنا ..
برجوازيه رقيقه تتعايش تعايشا منفعيا مع السلطه الحاكمه .
هذا التعايش ليس اختياريا .. فانهيار هذه الطبقه بتوغلها المرعب في الاقتصاد القومي هو انهيار لاقتصاد الدوله .
و قد عاصرنا ذلك في اوائل القرن الحالي ونهايات المنصرف .. حين اهتز كيان الدوله اقتصاديا كتداعيات لسقوط الريان والسعد.

و تكرر ذلك عندما سرت اشاعة مفادها وفاة احمد بهجت او افلاسه .
هذه العلاقه البالغه التداخل و التعقيد و الحساسيه .. تدفع بطرفيها
الي الاستمرار فيها .

فترى الحكومه تستجدى رموز المجتمع البرجوازي اما بغض الطرف عن مماراستهم او توجهاتهم السياسيه او الاجتماعيه و التي غالبا ما تشذ عن المسموح والمتاح .. او باستقطابهم ضمن الهيئه الحاكمه تحت مسمي الخبره او الوجاهه الاجتماعيه .
هي في نظرى اشبه بزيجه كاثوليكيه شاذه يبغض فيها الطرفان حياتهما و لا يستطيعا فراقا .
...
الاغلبيه و السواد الاعظم هي الطبقه التي ترزح تحت وطئه الفقر و الجهل ...
واقصد بالحهل هنا الاميه الفكريه .. او اللافكر .

هي الاغلبيه التي يقوم عليها اقتصاد الدوله و كيان المجتمع .
هي مصر بكل ثقلها العددي .
هي مصر بكل ما فيها من مميزات و عيوب و شخصيه مميزه ..

هي الفلاح و العامل و الموظف المغلوب علي امره ..
فلا ينال حتي ان يحسب ضمن منقولات مؤسسه حكوميه بيعت في الظلام تحت مسمي الخصخصه .

هي مصر التي خاضت حروبها و جاهدت و تجاهد كل يوم ... مطحونه ... لاتري في افق حياتها الا قوت يومها ..
وتسعي حثيثا لتجد ما يلهيها عن شظف يومها القادم.
هي القاعده العريضه .. رضينا ام لم نرضي .. المحركه لعجلة التغيير.
لانها و ببساطه ..
الاغلبيه الساحقه
...
وبين الطبقتان البرجوازيه الرقيقه و المعدمه العريضه ...
اقليه تنعت مجازا بالطبقه المتوسطه .

هي نحن ..
انا و انت قارئ هذه السطور مستجديا المنطق ...
بما ميزك به الذي خلقك فسواك فعدلك .

ننضج و ينضج معنا ادراكنا لهموم الامه ...
نرى اين نحن بلا رتوش والي اين نمضي ..
تحزبنا امور عده و لا يغمض لنا جفن .. و لا تقر لن سريره
...
اقتصاديا ...
نحمد الله جل و علي اننا لم نحسب علي الطبقه الفقيره ... و لم نفتن بمبادئ الطبقه البرجوازيه ... حتي و ان راودتنا زهوتها ... فهي فتنه .. و المال و البنون زينه الحياه الدنيا .
...
فكريا ...
مؤمنون تماما بأن صلاح الفرد من صلاح المجتمع .. و ان صلاح المجتمع ملقي علي كاهل عقوله ...
و لقربنا من القاعده العريضه المحركه لعجله التغيير...
ولاننا ندرك تماما اننا علي ظهر سفينه واحده تحمل الصلح و الطالح...
قبلنا مأجورين ان شاء الله هذه الامانه

...
وطنيا
ننتمي لمصر انتماء يحسب لنا و علينا .. لنا علي مصر حقوقا اهدرناها او تنازلنا عنها طوعا او كراهيه... وواجبات لم نوفها قدرها.
...
عقائديا...
و هو بيت القصيد ..
نعي تماما الغرض من وجودنا علي الارض و ندرك مردود حكمية الله بما تحمل من عدل و معاني استعصت علي فهم الكثير الامن رحم ربي.
نذكر بعضنادوما دون كبر.. و نعض علي ديننا بالنواجز..
هدفنا واحد و ان تعددت السبل...
لن نختلف فتذهب ريحنا ..
بل سنعتصم بحبل الله ونعذر بعضنا فيما اختلف فهمنا له.
...
لغه الخطاب السياسي المطروحه علي الساحه لا تناسب المجتمع بتركيبته السابقه ...
فهي لغه تناسب الطبقتان البرجوازيه التي لاتري في اي طرح لمبدأ التغيير الا مقامره غير مأمونه العواقب ...
و المتوسطه التي تتناول الخطاب السياسي و تطوعه ليتناسب و اتجهاتها المتعدده ... او تقوضه اذا ما استعصي عليها تطويعه ...
اما الغالبيه فلا تعي مفردات الخطاب السياسي ... بل هي و لا حول و لا قوة الا بالله تكتفي بالاستماع الاجوف الي ينقشع الضباب عن منتصر ...
فتكو ن مع من غلب
...
شاهدت منذ ايام الفيديو القصير الخاص بفض اعتصام المطالبين
بنزاهه القضاء و حياديته ..

ما استرعي انتباهي لم يكن الامن المركزي الذي احب ان اسميه دوما نبوت الغفير ... فهم لا حول لهم و لا قوه في ايدى رؤسائهم و ظباطهم ... هم اداه ...
ولم يكن المعتصمين كذلك فهم عزموا و توكلوا علي الله و سيؤجرون بنياتهم
ان شاء الله ...
ما لفت نظرى هو ذلك الانموذج الفذ للشخصيه المصريه المعاصره ...
الاغلبيه التي ذكرناها انفا .. و التي تراها في اللقطات تقف موقف المشاهداو المتفرج .. و كأن الامر لا يعنيها .. و كأنها احداث تجري في بلد غير مصر ولسان حالهم يقول ... يلا اهه فرجه ببلاش ..
...
ذكرني ذلك بالمظاهرات التي كنا نحركها داخل اسوار الجامعه حيث كنا الاقوي لاننا داخل الاسوار .. و لم نخرج بها للشارع الا في احداث 18 و 19 يناير حيث كانت القاعده العريضه في الشارع مهيئه معنويا للمشاركه ..

كانت هذه الاحداث فريده من نوعها في تاريخنا المعاصر ... شملت مصر من اقصاها لادناها و لم يوقفها الا التدخل المباشر للقوات المسلحه بعد انحياز الامن المركزى للمتظاهرين ...
وقتها قلنا النبوت وقع من ايد الغفير ...

تحقق لنا عندئذ ما نفتقد اليه الان و هو تحريك الكتله الكبيره القادره علي احداث التغيير ...

و مع ذلك فشلت الانتفاضه كما سماها السادات و نعتها بانتفاضه الحراميه ...
وتلي ذلك تداعيات كثيره اثرت علي قدره مثقفي الامه و ناشطيها ... و علي رأسهم الجماعات الاسلاميه و التي نسب اليها معظم الفضل و نالت لذلك معظم التنكيل ... في التأثير المباشر علي الكتله المعنيه .

تداركنا كما ادركت السلطه حين ذلك اسباب الفشل ...
و هو عدم وجود من يقود التغيير ...
ببساطه اكثر لم يجد الناس في الشارع من يهتفون باسمه ...
افتقدنا سعدا .... افتقد المصرى البسيط الزعيم ...

هذا يقودنا للاجابه علي السؤال الذى طرحته اول المقال ...
هلا تسائلنا يوما عن اسباب عدم ظهور شخصيه عامه يلتف حولها الناس علي اختلافاتهم المذكورهانفا
...
هل مردود عدم وجود نائب للرئيس قد يرضي به الناس بديلا ...
راجعا لذات
السبب
فمرورا بعمرو موسي الذي لمع نجمه كوزير خارجيه يتعامل و المحتل بلغه خطاب يستسيغها المصري البسيط ... حتي نودي ليرشح نفسه للرئاسه .. فالقي في مزبلة الجامعه العربيه...
...
وعطفا علي ايمن نور وما ال اليه
حتي الدعاه نعتوا بالتطرف علانيه و هوجموا في حياتهم الشخصيه
فهجروا فارين بدينهم ...
لم يبق النظام احدا يلتف حوله الناس الا من هم علي شاكله نانسي عجرم
او شعبان عبد الرحيم ...
و لو اني اعتقد يقينا ان شعبان لو رشح في دائرته لفاز ...

ومن عمرو موسي لشعبان عبد الرحيم يا قلبي لا تحزن ...
والله من وراء القصد